
تكثر في حياتنا الصناعات المختلفة للأدوية والأطعمة والمنسوجات وغيرها الكثير من الصناعات المختلفة، ولكن هذه الصناعات تحتوي على الكثير من المواد الحافظة والتي تعتبر ضارة جداً بأجسامنا، كما أن الأطفال يقومون باستهلاك العديد من المنتجات والتي تزخر بالمواد الحافظة والتي قد تسبب أضراراً على المدى القريب والمدى البعيد، ولكن ما هي هذه المواد الحافظة وما أضرارها؟ إليك هذا المقال سيدتي لتتعرفي على المواد الحافظة وخطرها على صحتك وصحة عائلتك، ولنبدأ أولاً بالحديث عن المواد الحافظة فما هي هذه المواد ولماذا تستخدم؟
ما هي المواد الحافظة؟
المواد الحافظة هي مواد تضاف إلى المنتجات مثل المنتجات الغذائية والمنتجات الدوائية والدهانات والأغذية الحيوية والخشب وغيرها، وذلك من أجل حمايتها من التفكك الناتج بفعل البكتيريا والفطريات وغيرها من الجراثيم أو حمايتها من التغيرات الكيميائية الغير مرغوب فيها، وتتضمن هذه المواد الحافظة مواد حفظ كيميائي وذلك عن طريق إضافة مواد كيميائية إلى المنتج المراد حفظها، كما وأن المواد الحافظة تتضمن الحفظ الفيزيائي وذلك عن طريق تبريد أو تجفيف المادة المراد حفظها، هنالك العديد من المواد الحافظة التي تستخدم لأغراض معينة ومن ضمنها المواد الحافظة التي تضاف لمنع تكاثر الميكروبات والتي تسبب فساد المنتج وتعتبر هذه الطريقة قديمة ومن ضمنها إضافة العسل تغير درجة الحموضة للوسط لمنع نمو هذه الكائنات الحية الدقيقة من أشهر، مضادات الميكروبات التي تستخدم كمواد حافظة حمض الاليك وغيرها من أنواع المواد الأخرى، كما أن هنالك مواد أخرى للحفظ كمانعات عملية التأكسد والتي تحمي الدهون وذلك عند تعرضها للأكسجين ومن ضمن هذه المواد الحافظة حمض الأسكوربيك أو ما يعرف بفيتامين سي والتي تضاف إلى الزيوت والاجبان ورقائق البطاطا أيضاً.
ولكن هل تسبب المواد الحافظة أضراراً على صحتنا؟
يعتبر تناول المواد أو المنتجات الغذائية التي تحتوي على المواد الحافظة بشكل يومي ومتكرر هو السبب الرئيسي في التسبب ببعض الأمراض على المدى الطويل، وذلك لأن هذه المواد الحافظة قد تتراكم داخل الجسم فتسبب بعض السموم أو بعض الأمراض أو تلف بعض الخلايا والأعضاء، ويختلف ضرر هذه المواد الحافظة داخل الجسم حسب نوعها وكميتها ومصدرها؛ وذلك لأن المواد الحافظة الكيميائية تكون صاحبة الضرر الكبير على غرار المواد الحافظة الطبيعية التي يكون لها الأثر أو الضرر الأقل على صحة الجسم ولكن ما هي هذه الأضرار:
قد تساهم بعض المواد الحافظة في تغيير جينات الجسم أو ما تعرف المادة الوراثية للجسم وذلك عن طريق دخولها في تكوين الأحماض النووية و إحداث طفرات مما تسبب التلف والضرر في تكوين الخلايا والأعضاء.
إن للمواد الحافظة أثر كبير في زيادة ضغط الدم وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من الصوديوم والتي تؤدي إلى خلل في النظام التوازن بين الأملاح المعدنية داخل الجسم وخاصة بين الصوديوم والبوتاسيوم والذي يؤدي ارتفاع الصوديوم عن البوتاسيوم بحدوث مشاكل في ضغط الدم ناهيك عن حدوث مشاكل في الكلى.
إن استخدام بعض المواد الحافظة على الأغذية قد يؤدي إلى زيادة نسبة الكولسترول في الدم؛ وذلك بسبب احتوائها على بعض المواد الدهنية الضارة التي ترفع من نسبة الدهون الضارة في الجسم والذي يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية والذي قد يسبب الجلطة المبكرة.
قد تؤثر بعض أنواع المواد الحافظة على نمو الدماغ وخاصة لدى الجنين والأطفال؛ وذلك بسبب ترسب هذه المواد السامة على الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ وهذا له الأثر الكبير في التأثير على قدرة التركيز والذاكرة والأداء الوظيفي للدماغ لدى الأطفال .
إن استهلاك المواد الحافظة بشكل كبير قد يضعف من جهاز المناعة وبالتالي فإن جهاز المناعة قد لا يستطيع مقاومة أي نوع من أنواع البكتيريا أو الفطريات أو أي عدوى أخرى تنتقل إلى الشخص المستهلك للمواد الحافظة، كما وأن بعض هذه الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة تعتبر الغذاء الرئيسي للخلايا السرطانية، ونظراً لتوفر الغذاء و انعدام جهاز المناعة فإن ذلك قد يعزز من نمو الخلايا السرطانية وحدوث بعض أنواع السرطانات.
المواد الحافظة قد تسبب اضطرابات الهضم داخل الجهاز الهضمي وبعضها قد يسبب زيادة في حموضة المعدة أو قلة في حموضتها، وغير ذلك إن بعضها قد يساهم في تكدس الأوساخ وانحباس الغازات داخل الأمعاء، مما قد يساهم في حدوث اضطرابات القولون أو عسر الهضم أو حتى عسر الإخراج .
إن بعض المواد الحافظة قد تسهم في حدوث اضطرابات في إفراز الهرمونات وخاصة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تضخمها وتورمها وعدم قدرتها على إنتاج كميات مناسبة ومعتدلة من الهرمونات والذي يؤدي إلى خلل في وظائف بعض الخلايا التي تعتمد على الهرمون المفرز من الغدة الدرقية.
المواد الحافظة لا تحتوي على فيتامينات أو معادن مفيدة أو أحماض دهنية أو أحماض أمينية لتساعد خلايا الجسم على بناء خلايا جديدة و مكافحة الأمراض وبالتالي فإنها لا تعتبر الغذاء المناسب للأطفال والصحي لهم.
إن المواد الحافظة قد تتسبب في تغيير في نكهة بعض الأغذية، وذلك بعد تعرضها للهواء وتفاعلها مع الأكسجين وبالتالي يكون أكبر وأكثر عرضة للتلف ونمو الفطريات أو ما تعرف الخمائر والتي لا ترى بالعين المجردة.
إن المواد الحافظة قد تجلب السموم للجسم ناهيك عن أنها قد تساعد في تراكم هذه السموم داخل الجسم وتقليل حيوية الكبد والطحال وغيرها من الأعضاء التي تساعد على التخلص من السموم مما يسبب في حدوث بعض الأمراض داخل الجسد.
تعتبر بعض المواد الحافظة عبارة عن مواد قد تساهم في تعزيز مقاومة الخلايا للأنسولين أو حتى رفع السكر في الدم، وبذلك فإن الأشخاص الذين يتناولون المنتجات التي تحتوي على مواد حافظة بشكل كبير ومتكرر فإن ذلك قد يؤدي بهم إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك بسبب أن هذه المواد الحافظة تؤدي إلى خلل في عمل الأنسولين والهرمونات الأخرى مثل هرمون الجلوكاجون وهرمون النمو.
إن الذين يستهلكون المواد الحافظة بشكل كبير قد يصابون بالسمنة المفرطة؛ وذلك بسبب أن هذه المواد تساعد على حبس الدهون والتخفيف من عمليات الأيض لها، ناهيك عن قيام هذه المواد بحبس الماء داخل الأعضاء والخلايا مما يؤدي إلى حدوث بعض التورمات.
إن بعض أنواع المنتجات التي تحتوي على المواد الحافظة التي تستهلك بشكل كبير قد تؤدي بالشخص إلى الإصابة بالطفح الجلدي أو حساسية الجلد أو بعض أنواع التهابات الجلد وذلك نتيجة انحباس السموم وعدم إخراجها خارج الجلد.
تذكري عزيزتي الأنثى دائماً :
تذكري دائماً أن تقومي بتزويد طفلك وعائلتك بالغذاء الصحي الذي لا يحتوي على أي مواد حافظة، كما يمكنك استبدال هذه المنتجات التي تحتوي على المواد الحافظة بمنتجات طبيعية من الفاكهة والخضروات.
تذكري دائماً أن الغذاء الذي تتناولينه والذي يحتوي على المواد الحافظة بشكل كبير يساهم في إضعاف جمال بشرتك وشعرك.
المراجع:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%AD%D8%A7%D9%8...
https://en.wikipedia.org/wiki/Preservative
https://www.sciencedirect.com/topics/earth-and-planetary-sciences/preser...
https://food.ndtv.com/food-drinks/5-side-effects-of-preservatives-you-mu...