بعد الانتشار الرهيب لفايروس كورونا حول العالم و إحصائه عددا كبيرا من الإصابات والوفيات، ومع الأسف تجاوزت عدد الإصابات إلى حين نشر هذا المقال حائط المليون إصابة حول العالم، بالإضافة إلى انتشاره في بقعة واسعة من العالم وتواجده في عدد كبير من الدول، مما أدى إلى حالة هلع على نطاق واسع في العالم، وبسبب انتشار هذا الفايروس انتشر معه العديد من الخرافات الخاطئة حول العالم، كما ضجت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأفكار الغريبة حول الفايروس ، وحينما تحاول أن تنظر وتفكر في هذه الأفكار الغريبة والمعتقدات المضحكة تجد بأن هذه العبارات والشائعات تستخف بعقول البشر أو حتى تستهين بخطورة هذا المرض، وقد قامت العديد من الدول حول العالم بتوعية مواطنيها بخطورة هذا المرض وبسرعة تفشيه، بالإضافة إلى توعيتهم بخطورة الشائعات التي تدور حول فايروس كورونا، وسنذكر لكم في هذا المقال أبرز الشائعات التي انتشرت حول هذا الفيروس والتي يجب عليك أن تكون حريصا عند سماعها.
1. شائعة المؤامرة الأمريكية:
لقد ظهرت شائعة في الآونة الأولى من انتشار فايروس كورونا والتي تتحدث هذه الشائعة على أن هذا الفايروس المستجد هو عبارة عن مؤامرة أمريكية، وأن هذا الفايروس بالتحديد هو صناعة أمريكية استهدفت دولة الصين؛ وذلك من أجل تدمير اقتصادها القوي عن طريق نشره في مدينة ووهان من قبل الجيش الأمريكي، ولكن الحقيقة تكمن في أن هذا الفايروس ظهر أول مرة في ديسمبر /كانون الاول لعام 2019 في سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية، وقد أكدت أبحاث عدة أن هذا الفايروس انتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان ولكن العلماء ما زالوا إلى الآن لم يحددوا أي حيوان نقل منه هذا الفايروس بالإضافة إلى كيفية عملية النقل.
2. شائعة لقاح كورونا الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية:
لقد نشرت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي معلومات خاطئة تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها لقاح ضد فيروس كورونا الجديد وهي تبقيه لديها؛ وذلك من أجل الاستفادة منه عن طريق ضرب اقتصاد دول عدة أو الاستفادة من ثمنه كعائد مالي على الاقتصاد الأمريكي، وقد صدرت عدة شائعات أخرى تستخف بالعقل البشري وهي أنه قد تم اختراع هذا اللقاح قبل عملية اختراع الفايروس ولكنها ترفض أن تقدم هذا العلاج إلى الآن، ولكن الحقيقة هي أن فايروس كورونا الجديد ليس له أي علاج في هذا الوقت وقد اختبر أول مصل مضاد للفايروس قبل عدة أسابيع في أحد مستشفيات مدينة سياتل شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية ويحاول الكثير من الخبراء والباحثين وشركات صناعة الأدوية بالإضافة إلى العلماء والأطباء حول العالم الوصول إلى لقاح لعلاج هذا الفايروس، وقد قال العلماء أن عملية تصنيع المطعوم قد يستغرق على الأقل عام ونصف العام أو أكثر، والذي يفند هذه الشائعة أيضاً أن في هذه اللحظة قد تخطت عدد الاصابات في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في مدينة نيويورك عدد المصابين حول العالم بحيث أنها تتصدر قائمة المصابين ناهيك عن عدد الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعتبر عددا مهولا لا يمكن الاستهانة به، فإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك هذا اللقاح فلما لا تمنح لمواطنيها.
3.شائعة مصدر فايروس كورونا:
قد طرحت العديد من الشائعات مؤخرا بأن الصينيين يقومون باستهلاك الثعابين والحشرات والبشر أو بالتحديد الأجنة المجهضة والذي يعتبر السبب الرئيسي والحقيقي لانتشار هذا الفايروس، وفي حقيقة الأمر أن الثقافة الغذائية الصينية تختلف كثيرا عن الثقافات الغذائية الأخرى ولكن إلى الآن لم يتم تحديد طريقة انتقال فايروس كورونا الجديد إلى الإنسان من قبل العلماء، مع أن بعض الباحثين في بادئ الأمر قد قالوا بأن سبب ظهور هذا الفايروس يعتبر التجارة الغير مشروعة في الحيوانات البرية مثل الثعابين، والفئران، والخفافيش ولكن إلى الآن لم يتم الجزم بمصدر وكيفية انتقال هذا الفيروس للبشر وحتى الطريقة التي طور بها نفسه لكي يستوطن البشر.
4. شائعة الحرب البيولوجية:
إن من أخطر الشائعات التي ظهرت بعد ظهور هذا الفايروس الخطير هو أن سبب ظهور هذا الفايروس هو الحرب البيولوجية وذلك لتخويف العالم وطبعا المستهدفة في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذه الفكرة هي غير صحيحة؛ والسبب يعود إلى أن هذا الفايروس هو عبارة عن سلالة من فصيلة فيروسات كورونا التي تؤدي إلى أمراض خطيرة كمرض السارس المعروف باسم الأزمة التنفسية الحادة والذي سبق وانتشار في الصين وهونغ كونغ في عام 2002 و 2003 والذي كان السبب في وفاة 650 شخصا، مما يجعل هذه الشائعة عبارة عن مجرد فكرة اخترعت ووضعت لتحييد العقول البشرية عن التفكر في خلق الله وبالتحديد في هذا الفيروس الذي لم يجد العلماء له لقاحا أو علاجا حتى الآن.
5. الثوم لعلاج فايروس كورونا:
نحن لا نستخف بمدى قوة المضادات الحيوية ومضادات الأكسدة المتواجدة داخل الثوم والتي تعتبر من أشهر الأغذية التي تساعد على التخلص من العديد من الالتهابات والأمراض والتي قد تساهم في التخلص من بعض أنواع الفطريات والبكتيريا التي تسبب القشرة أو حتى ظهور الحب الشباب على البشرة وغيرها من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز التنفسي أو حتى الجهاز الهضمي، فهو يعتبر مطهر للمعدة، والقولون، والأمعاء الدقيقة وبالتالي التقليل من التشنجات التي تحصل داخل الجهاز الهضمي، ولكن مع الأسف فقد مال الكثيرون إلى الاعتقاد بأن هنالك طرق طبيعية وبسيطة قد تساهم في التخلص من فايروس كورونا وأشهرها على الاطلاق تناول الثوم، وقد أخبر البعض بضرورة تناول الزنجبيل والقرنفل بالإضافة إلى الهيل والنعناع وغيرها من المواد الطبيعية التي تعتبر مفيدة إلى حد ما وتساهم بشكل كبير في التخلص من العديد من أنواع الفطريات والفيروسات والبكتيريا والتي قد تساهم في التخفيف من ظهور الأمراض لدى بعض البشر، ولكن هذه الخلطات وهذه الأعشاب لم تثبت علميا حتى الان مع العلم أن القرنفل يعتبر قاتلا قويا لكثير من الفيروسات باختلاف أنواعها ولكن لم يثبت علميا مدى قدرة القرنفل على قتل هذا الفايروس وقدرته في الوقاية من هذا المرض، وللحد من انتشاره يجب غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، بالإضافة إلى عدم لمس الأنف، والفم، والعين والبقاء داخل المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى قنوات اليوتيوب التي تتحدث عن أبرز الخلطات التي قد تسبب ارتفاع في ضغط الدم أو حتى هبوطا في السكر ومن الممكن أن تسبب هبوط في الدورة الدموية لبعض الأشخاص أو قد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي نظرا لعدم ثبوت أي من هذه الخلطات في مدى نجاحها في قتل فايروس كورونا.
تذكروا دائما:
أن تقوموا بغسل اليدين لمدة لا تقل عن 20 ثانية وذلك للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير.
تذكروا دائما أن تقوموا بتناول الغذاء الصحي المتوازن؛ وذلك من أجل رفع جهاز المناعة لمحاربة هذا الفايروس والحد من أعراضه.
المراجع:
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-51622774